بوساطة عمانية.. الحوثيون يطلبون وقف القصف وترامب يعلن استسلامهم!

  • 2025-05-06 23:25:54

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إن الحوثيين "استسلموا"، وطلبوا من الولايات المتحدة وقف الغارات عليهم، مشيرا إلى أن القصف الأميركي سيتوقف فورا.

لدى استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في المكتب البيضاوي، قال ترامب "قال الحوثيون إنهم لم يعودوا يريدون القتال. ببساطة لا يريدون القتال بعد الآن".

وأضاف أن الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين في اليمن بعد أن وافقت الحركة اليمنية المتحالفة مع إيران على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط.

ووصفت الخارجية الأميركية الاتفاق بأنه "اختبار لجدية الحوثيين"، مشيرة إلى أنهم "أبلغونا عبر سلطنة عمان برغبتهم في وقف إطلاق النار"، لكنها شددت على أن "الحكم سيكون على الأفعال لا الأقوال".

وأعلنت سلطنة عمان، الثلاثاء، عن توصل الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يشمل وقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وذلك بعد أسابيع من التصعيد العسكري.

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي إن الاتفاق جاء "بعد المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عمان مؤخراً مع الولايات المتحدة الأميركية والسلطات المعنية في صنعاء بهدف تحقيق خفض التصعيد"، مضيفاً أن الاتفاق "يقضي بعدم استهداف أي من الطرفين للآخر مستقبلاً، بما في ذلك السفن الأميركية".

أكد مسؤول في وزارة الدفاع لشبكة CNN أن الجيش الأميركي تلقى تعليمات مساء الإثنين بوقف الضربات ضد الحوثيين.

في المقابل، تواصل إسرائيل ضرب أهداف في اليمن هذا الأسبوع، ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا يوم الأحد أصاب مطار بن غوريون، المطار الرئيسي في إسرائيل.

وجاء إعلان ترامب يوم الثلاثاء بعد سلسلة من التحركات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وسلطنة عُمان والحوثيين، بحسب مصادر مطلعة. وأضافت المصادر أن التفاهم بين واشنطن والحوثيين على عدم مهاجمة بعضهم البعض يهدف إلى خلق زخم لاستئناف محادثات الاتفاق النووي الإيراني. ولا يزال توقيت الجولة الرابعة من المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران غير واضح.

ويقود المبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، جهود التفاوض بشأن الملف الإيراني، وقد عمل خلال الأسبوع الماضي على التوسط لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، وفقًا لما أفادت به المصادر. وأضافت أن سلطنة عُمان سهّلت هذه المحادثات، كما دأبت في السنوات السابقة على لعب دور الوسيط بين واشنطن والحوثيين.

ويُتوقع أن يشكل هذا التهدئة نقطة انطلاق نحو إحراز تقدم في المحادثات الشاملة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، وفقًا للمصادر.

وقد جاءت المحادثات مع الحوثيين بشكل مباشر بعد منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) لوزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، كتب فيه الأسبوع الماضي أن إيران "ستدفع الثمن في الزمان والمكان اللذين نختارهما" إذا استمرت في تقديم الدعم الفتاك للحوثيين.

وكتب هيغسيث: "نحن نعرف بالضبط ما تفعلونه... وأنتم تعرفون جيدًا قدرات الجيش الأميركي."

ويأتي تعليق العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في وقت تعثرت فيه الحملة منذ بدايتها؛ فخلال سبعة أسابيع فقط، أسقط الحوثيون ما لا يقل عن سبع طائرات أميركية مسيّرة باهظة الثمن، ما أعاق قدرة واشنطن على الانتقال إلى "المرحلة الثانية" من العملية، بحسب ما أفاد به عدد من المسؤولين الأميركيين لـ CNN. كما أشار مسؤولون سابقون إلى أن تأثير الضربات على قدرات الحوثيين كان محدودًا، إذ أظهروا قدرة مفاجئة على الصمود.

التصعيد مع إسرائيل

ولا يزال من غير الواضح ما الذي يعنيه وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين بالنسبة لإسرائيل، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا مستمرًا منذ أيام ضد الجماعة المدعومة من إيران. فمنذ شهور، يطلق الحوثيون صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، يُعترض معظمها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بينما تنفذ إسرائيل ضربات جوية متكررة ضد مواقع حوثية في اليمن.

لكن صاروخًا أُطلق يوم الأحد نجح في اختراق الدرع الصاروخي الإسرائيلي وسقط قرب مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، في أول حادثة من نوعها تستهدف منشأة حيوية بهذه الحساسية.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد، قائلاً إن العملية "لن تكون ضربة واحدة وتنتهي." وفي يوم الإثنين، شنّت قوات الدفاع الإسرائيلية سلسلة ضربات على ميناء الحديدة في اليمن ومصنع إسمنت قريب.

وفي اليوم التالي، وسّعت إسرائيل عملياتها، وأعلنت أنها "عطلت بالكامل" المطار الدولي في اليمن، واستهدفت "عدة" محطات كهرباء. وفي المقابل، توعّد القيادي الحوثي محمد البخيتي بالرد، وقال لقناة "العربية" يوم الثلاثاء: "سنقابل التصعيد بالتصعيد."

متعلقات