الأمم المتحدة: السلام في اليمن أكبر من مجرد احتواء لخطر، واحتجاز موظفي الإغاثة "أمر مشين"

  • 2025-06-12 09:35:09

جاء هذا في الإحاطة التي قدمها كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا في اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن انعقد اليوم الخميس.

متحدثا عبر الفيديو، أشار غروندبرغ إلى مرور عام على الاحتجاز التعسفي لعشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية على يد جماعة أنصار الله. كما ذكَّر أيضا بأن بعض الزملاء محتجزون منذ عام 2021، فيما احتُجز آخرون في عام 2025.

وأضاف: "أطالب مجددا، وبأقوى العبارات، بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وسأواصل المطالبة بالإفراج عنهم - كلما سنحت لي الفرصة - حتى يعودوا إلى ديارهم مع عائلاتهم".

وُحث أعضاء المجلس على استخدام أصواتهم المؤثرة، وقنواتهم الدبلوماسية، ونفوذهم، لممارسة أقصى درجات الضغط على جماعة أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المحتجزين.

حرمان من السفر

وتطرق المسؤول الأممي إلى التطورات الأخيرة، حيث قال إنه بينما توقفت الأعمال العدائية في البحر الأحمر عقب اتفاق بين الولايات المتحدة وأنصار الله، وقعت هجمات متعددة من قِبل أنصار الله الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، والتي أعقبتها غارات إسرائيلية على موانئ يمنية رئيسية ومطار صنعاء. وجدد غروندبرغ نداءه إلى جميع الأطراف لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.

وقال: "نشهد الآن وضعا لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جوا من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو السفر جوا لأداء فريضة الحج، أو زيارة عائلاتهم".

وأوضح أنه بعد لقاءاته مع فاعلين إقليميين، "هناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها القادرة على حل الصراع في اليمن".

"الوقت ليس في صالحنا"

وحذر المبعوث الخاص من أن "الوقت ليس في صالحنا"، مشيرا إلى أن الظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به.

وأضاف: "لا تزال خطوط المواجهة المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتهدد بالانزلاق إلى قتال أكثر نشاطا. ولا تزال مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واشتعال الصراعات بين الحين والآخر، بالإضافة إلى نشاط متقطع على خطوط المواجهة الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز".

وتحدث عن نقطة إيجابية، حيث "رأينا بوادر لما هو ممكن مع إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء". وأضاف: "آمل أن يؤدي هذا إلى فتح المزيد من الطرق. إن اقتصاد اليمن في أمس الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه".

وختم المبعوث الخاص كلمته بالقول: "إن السلام في اليمن يتجاوز بكثير مجرد احتواء لخطر. إنه، في المقام الأول، يتعلق باليمنيين".

"يبقى الأمل قائما"

وبعد الإشارة إلى أن 23 من موظفي الأمم المتحدة مازالوا محتجزين تعسفيا من قبل الحوثيين، استهلت مسويا إحاطتها عن الوضع في اليمن بالتطرق إلى موضوع فتح طريق الضالع، حيث قالت: "سيوفر هذا مسارا أكثر مباشرة وسرعةً لحركة المرور المدنية والتجارية مما يقلص أوقات السفر بين المدينتين بما يتراوح بين ست إلى سبع ساعات وتحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية للمجتمعات في عدد من المحافظات".

وأضافت أن هذه الخطوة "تُظهر أن اليمن ليس على مسار منحدر. فمع الثقة والأدوات المناسبة، يبقى الأمل قائما".

وأشادت مسويا بنتائج اجتماع كبار المسؤولين الأخير في بروكسل، مضيفة أنه "كان من المشجع أن نرى كلا من الدول الأعضاء والمجتمع الإنساني يشاركون في أهمية التمويل الكافي لما أصبح الآن خطة أكثر أولوية للاحتياجات الإنسانية والاستجابة".

جوع حاد

وذكَّرت المسؤولة الأممية بأن أكثر من 17 مليون شخص في اليمن يعانون من جوع حاد، وهو ما يقارب نصف سكان اليمن. وأضافت: "لا يزال سوء التغذية آفة مستشرية في جميع أنحاء البلاد، إذ يؤثر على 1.3 مليون امرأة حامل ومرضعة و2.3 مليون طفل دون سن الخامسة. وبدون دعم إنساني مستدام، قد ينتهي الأمر بنحو 6 ملايين شخص آخرين إلى مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي".

وتحدثت مسويا عن حجم المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة والشركاء، قائلة: "من الواضح أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم، لكن استجابتنا مقيدة بسبب نقص التمويل، وهذا أدنى مما يحتاجه الشعب اليمني".

ودعت مجلس الأمن إلى أن يحذو حذو اجتماع كبار مسؤولي العمل الإنساني الذي انعقد في أيار/مايو، واتباع ذلك بتمويل مرن وواسع النطاق بناء على الاحتياجات اللازمة لاستدامة العمليات الإغاثية، واتخاذ إجراءات فعلية لضمان إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين وغيرهم، والحفاظ على دعم المجلس الموحد للجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم.

متعلقات