حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، من تداعيات قيام جماعة الحوثي بسك عملات نقدية جديدة في مناطق سيطرتها، معتبرًا أن هذه الخطوة تُفاقم الانقسام المالي في البلاد وتُهدد ما تبقى من استقرار اقتصادي هش.

وفي إحاطة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي، أعرب غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء الإجراءات الأحادية التي تتخذها الأطراف اليمنية، مشيرًا إلى أن سك عملات جديدة من قبل الحوثيين "يُعمّق الانقسام المؤسسي بين البنك المركزي في صنعاء وعدن، ويزيد من تعقيد جهود التوصل إلى تسوية اقتصادية شاملة".

وأضاف المبعوث الأممي أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اضطراب في النظام المالي، وتفاقم أزمة السيولة، وتُضعف قدرة المؤسسات الوطنية على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، داعيًا إلى ضرورة تحييد الملف الاقتصادي عن الصراع السياسي، والعمل على توحيد المؤسسات المالية تحت مظلة توافقية.

كما شدد غروندبرغ على أهمية استئناف المشاورات بين الأطراف اليمنية بشأن الملفات الاقتصادية، بما في ذلك إدارة الموارد والإيرادات، وصرف الرواتب، وضمان استقرار العملة الوطنية، مؤكداً أن معالجة هذه القضايا تُعدّ أساسية لبناء الثقة وتمهيد الطريق نحو تسوية سياسية مستدامة.

ويأتي هذا التحذير في وقت يشهد فيه اليمن أزمة اقتصادية متفاقمة، وسط انهيار العملة وتراجع الخدمات، ما يزيد من معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب المستمرة منذ نحو عقد.