اليمن : تفتيش هواتف النساء في صنعاء يثير موجة غضب واستياء واسع
- 2025-09-27 23:55:17

صنعاء – أثارت حادثة تفتيش هواتف نساء في العاصمة صنعاء ضجة كبيرة واستنكارًا واسعًا، بعد أن أوقفت نقطة تفتيش أمنية تابعة للمتمردين الحوثيين في شارع 14 أكتوبر بحي حدة عصر أمس سيّارة تقل طبيبتين، وقام عناصر الأمن بتفتيش السيارة فيما تولّت شرطة نسائية تفتيش هواتفهن الشخصية.
ووفقًا لرواية والد الطبيبتين، تصفحت الشرطة النسائية الصور والرسائل داخل الهواتف بأسلوب وصفه بـ”المستفز والمخلّ بالخصوصية”، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على ابنتيه اللتين عادتا إلى المنزل في حالة صدمة وبكاء، رافضتين الذهاب إلى عملهما الطبي. وأضاف أن الحادثة دفعته إلى التفكير بمغادرة اليمن نهائيًا، واصفًا الأمر بأنه “سابقة خطيرة في بلد طالما تفاخر بعدم التعرض للنساء”.
وفي شهادة مؤثرة، روت الشابة ريم الخالد – إحدى من تعرضن لتفتيش مشابه – تفاصيل اللحظات التي عاشتها، قائلة:
“اليوم عرفت كيف الخوف ممكن يهز قلب الإنسان من غير ما يكون عامل أي ذنب. أوقفونا في الطريق وطلبوا هواتفنا، قلبوا الصور والرسائل وسألوا عن انتماءاتي السياسية بأسلوب تحقيق استمر عشر دقائق لكنها مرت عليّ كعشر سنين. جسمي كان يرجف، دموعي تنزل، وقلبي يدق بسرعة.”
وأضافت:
“قالوا لي: ليش تبكي؟ لو انتي مش خايفة ما تبكي! ما يعرفوش أن الدموع مش ضعف… الدموع كانت خوف من المجهول ومن فكرة إن خصوصيتي تُسلب فجأة. حياتي صارت كأنها ورق مفتوح بدون سبب.”
وأكدت الخالد أن التجربة تركت في نفسها شعورًا عميقًا بالهلع، متسائلة: “ليش يتحول إنسان بسيط يمشي في طريقه إلى متهم؟ ليش الأمان صار شعور بعيد؟”. وختمت بالقول:
“إحنا مع الوطن ومع الأمن… نتمنى نشوف بلدنا بخير، مليان أمان وطمأنينة. الأمن لما يكون بصدق يحمي، يزرع الطمأنينة في القلوب، مش الخوف.”
الحادثة أعادت النقاش حول ممارسات نقاط التفتيش وانعكاسها على الحريات الشخصية في اليمن، حيث اعتبر ناشطون أن تفتيش هواتف النساء يمثل انتهاكًا صارخًا للخصوصية و”سابقة خطيرة” في المجتمع اليمني المحافظ.