كشف تحليل جديد صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن أكثر من 12.2 مليون شخص — أي ما يقارب نصف السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين شمال اليمن — يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة خلال الفترة من مايو إلى أغسطس 2025.

ووفقًا للتقرير، فإن 8.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المرحلة الثالثة (أزمة)، بينما يواجه 3.7 مليون شخص أوضاعًا أكثر خطورة ضمن المرحلة الرابعة (طوارئ). وقد شمل التحليل 215 مديرية في مناطق سيطرة الحوثيين، جميعها مصنفة ضمن مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، منها أكثر من 100 مديرية في حالة طوارئ.

ويُعزى هذا التدهور إلى مزيج من الصراع المستمر، والانهيار الاقتصادي، والصدمات المناخية، وتعليق المساعدات الغذائية الإنسانية. كما ساهمت أزمة البحر الأحمر، والغارات الجوية على البنية التحتية للموانئ، وتصنيف الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، في تفاقم الأزمة وتعطيل سلاسل الإمداد.

وأشار التقرير إلى أن برنامج المساعدات الغذائية الإنسانية (HFSA) قد توقف منذ مايو 2025، مما يشكل تهديدًا خطيرًا. فبينما تم الوصول إلى 2.85 مليون شخص في بداية العام، من المتوقع أن تنخفض المساعدات لتصل إلى 61,000 شخص فقط خلال الأشهر المقبلة بسبب نقص التمويل.

ودعت الأمم المتحدة إلى استئناف فوري للمساعدات، ووقف التصعيد العسكري، وتحسين الوصول الإنساني، مؤكدة أن هذه الخطوات ضرورية لمنع المزيد من التدهور ودعم التعافي طويل الأمد.